قراءة في الحوار السياسي ومخرجاته الغامضة / أحمودي ولد محمد

دعىت القيادة الوطنية في أكثر من مرة إلى حوار وطني لنقاش وتدارس الشأن الوطني بين الفرقاء كل الفرقاء السياسيين في البلد وكان النداء محل تقدير وإجلال من الكل رغم الإ ختلاف في جدية القيادة في الموضوع وما تركته تجارب حوارية سابقة من عدم

الثقة والإرتياح لأي تجربة للحوار مع النظام ال>ي يدعو للحوار ويفتخر بدعوته ومع الإحتقان السياسي ال>ي لم يعد يمكن تجاهله

خاصة بعد إرتفاع مؤشرات الخطر من بطالة وظلم وزبونية وفساد أعترف به هرم السلطة .

وأمام الوضعية الصعبة لنظام تشرف آخر مأمورياته الدستورية على الإنتهاء ويكثر أعدائه في الداخل والخارج وترفض معارضته الراديكالية محاورته وفقا لهواه وبأجندة تخدم بقائه في ظل وضع دستوري غير مشجع حيث هيئات منتخبة منتهية الصلاحية ومؤسسات دستورية معطلة ومؤسسة معارضة مغيبة وأغلبية تسبح بحمد القائد وتدعو لبقائه في السلطة  و تتهجم على المعارضة

وتقلل من دورها الريادي هنا قرر رأس النظام الدخول في حوارمع معارضة محاورة  ثم حوار آخر مع معارضة أغلبيتها من أحزاب خرجت من رحم النظام وأخرى أخرجت من أحزاب المعارضة الراديكالية لتكون بديلا لها ومحاورا رئيسيا لنظام فشل في

جر المعارضة العصية إلى الحوار المهم جرى الحوار الأخير وحمى الوطيس وأرتفعت مؤشرات الخلاف ودب التناقض وأستجلب

البعض من الخارج لإعطاء الحوار زخما كان وما يزال يفقتده بسبب تفاهته النقاط التي تم إدراجها على طاولة الحوار وعدم التقيد

بما أتفق علية المتحاورون خاصة مايتعلق بالمؤموريات وسن الترشح وحياد الجيش والأدارة والتوزيع العادل للثروات وماتركته التصريحات النارية لوزراء من الحكومة أغضبت أهم صخور الحوار حزب التحالف وأجبرته على مقابلة عاجلة مع رئيس الجمهورية خرج على إثرها غير مؤسوف عليه من حوار إختتامه غاب قوسين أو أدنى ولعل خروج التحالف المفاجي والتقدير الإستخبارات لموقف المعارضة المقاطعة والشارع ال>ي يغلى من جراء الحوارات العقيمة إضافة إلى الشيوخ الغاضبين والشباب العاطلين والدعوات المفرطة في بقاء الررئيس في السلطة مدة الحياة كلها أمور حملت الرجل إلى إعلان لائاته الثلاثة ومن غير تردد

وهي لالمؤمورية ثالثة – ولا للمصالح الشخصية – ولا لغير الإستفتاء وتحكيم الشعب .

ومع أن قرار الرجل كان صائبا وفي محله فقد حمل ضبابية ومكرا سياسيا وروحا عسكرية لم يستطع إخفائها وهو مايتجلى في :

-هروبه من البوح بأنه سينسحب مع نهاية مأموريته وسيسلم السلطة لمن يختاره الشعب .

-إستعراضه للعضلات بقوله لم ولن أستحي من طلب تغيير الدستور لصالحي ولاأخالف ولا أطمع أبدا .

-ت>كيره بما قاد من إقلابات ..

-عدم مطالبة مؤيديه ومحبيه بالكف عن المطالبة بمأمورية ثالثة لأنه لن يقبلها البتة .

-قوله بأن الحكومة والأمن سيواجهون من يتصدى لإرادة الشعب فهل هو متأكد أن ما>كر هو إرادة الشعب .

-إضافة لماتقدم فإن الأمر يظهر كسيناريو كان مخططا له من>وا فترة وبمباركة من هيئات وشخصيات كانت وازنة في المعارضة الراديكالية بعض شارك في الحوار وبعضها تهيئ الظروف لإنسحابه من المنتدى بفعل الإنتخابات السابقة لأوانها وبفعل مخرجات الحوار وتصريحات الرئيس المريبة للمعارضة التي قد تنقسم بفعل تعاطيها مع تصريحات الرئيئس والمشهد القادم .

كما لايفوتني أن ألفت الإنتباه إلى أن الرئيس لم يتحدث أو يشير إلى المجتمع الدولي بخصوص الحوار ومخرجاته كما أن المجتمع الدولى حتى الساعة لم يعلق على الحدث وهوما يضع علامات إستفهام حول تصريح الرجل ومستقبله في الحكم ؟

ومع ضبابية مشهدنا السياسي وفي إنتظار ماسيتمخض عن تصريحات الرئيس من تحالفات سياسي قدتغير مجرى الأحداث يبقى الترغب سيد الموقف والمشهد محير والمصير مجهول.

 

أحمودي ولد محمد