صال يشرح أسس تقاسم الغاز مع موريتانيا

قررت الحضور لوقائع محكمة بيرام ولد الداه ولد اعبيد من أجل التضامن مع زميلي الصحفي العميد دداه عبد الله وقد بدأت في حدود الساعة 11 صباحا بحضور عدد كبير من المحامين الذين تسابقوا إلى لدفاع عن بيرام وسقطاته ولم لا (البعض منهم يدعمه لأنه معارض، والبعض يدعمه لمصلحة شخصية، وبعضهم يظنه رئيس الجمهورية القادم..)..
غير أن ما فات على السادة المحامين لكي لا نقول "القطيع" كما سماهم أحد الحضور بأنهم لم يطلبوا من أحدهم الدفاع عن الصحفي دداه والوقوف إلى جانبه، ولا عن الصحافة، بل ذكر أحدهم بأن قاعة المحكمة تضم السلط الثلاث التنفيذية والقضائية والتشريعية، ناسيا أو متناسيا السلطة الرابعة، لأنها ليست في قاموسه..
نعم لم يدافعوا عن دداه، لأنه أولا لم يطلب من أحد الدفاع عنه متوكلا على الله وهو حسبه، وثانيا لأن دداه لا يملك المال، ولا يطمح لرئاسة الجمهورية..
وهكذا قدم الدفاع تباعا مرافعاته التي خلصت في اعتبار بيرام نائبا برلمانيا وبأنه لا تمكن محاكمته ابدا أو توقيفه أو اعتقاله مهما ارتكب من جرم، وكأنه فوق القانون، ولذلك اعتبروا المحاكمة باطلة شكلا ومضمونا، وطلبوا من رئيس المحكمة رد الملف إلى النيابة، أو استصدار إذن من البرلمان وطلب موافقة أغلب النواب على رفع الحصانة البرلمانية عن بيرام حتى تمكن محاكمته .. وفق تعبيرهم 
أما بيرام فقد صاح في القاعة قائلا: 
"افظيمة في نظام ول عبد العزيز، افظيمة فيكم...
انتوم قضاة يوجهكم النظام لسجن معارضيه.."
وبعد تشاور هيئة المحكمة قرر القاضي رفض طعون الدفاع وضم الدفوع الشكلية إلى الأصل وهكذا بدأت وقائع المحاكمة الجزائية..
غير أن بيرام طلب التشاور مع دفاعه، وعند عودتهم لقاعة المحكمة أعاد بيرام عباراته المهينة للقضاء الموريتاني وللقضاة وقرر عدم التحدث مع هيئة المحكمة وأدار ظهره للقاضي،  وطلب من المحامين والجمهور الانسحاب من قاعة المحكمة..
وعند انسحابهم امتلأت القاعة من جديد بالجمهور المؤيد للصحفي دداه إلى جانب عدد من الصحفيين المتضامنين معه..
وهكذا قرر القاضي متابعة المحاكمة وطلب من دداه التحدث، حيث قدم عرضا مفصلا عن تفاصيل القصة بدءا باعداده التقرير ومرورا بالتهديد والوعيد الذي تعرض له وصولا لرفع دعوى قضائية ضد بيرام وبعض عناصر "ايرا"..
والآن يقول دداه قد وصلت الرسالة لبيرام ولغيره ممن يحتقرون الصحافة ويتجاسرون عليها، وفهم الجميع بأن الصحفي يمكنه أن يدافع عن كرامته وكرامة زملائه وشرف مهنته، وبأنه يستطيع متابعة التقاضي في جميع مراحله..
أما سجن بيرام أو غيره فليس هدفا ولا غاية بالنسية لي ولذلك قررت سحب الشكوى منه، ووضع حد لهذا الملف كطرف مدني..
وقد ضجت القاعة بالتصفيق للعميد دداه تشجيعا له على موقفه الشجاع والنبيل والذي يستحق كل التقدير والاحترام..
فرغم ما تعرض له ويتعرض له من شتم  واهانة من طرف "ايرا" ورئيسها فقد قرر العفو عنه "إنه العفو عند المقدرة " أو لا يكون..
وبعد تسجيل سحب الشكوى، تقدمت النيابة العامة بمرافعة طويلة عرضت فيها بالأدلة القاطعة الجنح التي ارتكبها بيرام في حق دداه والتي يرجمها القانون بنصوص صريحة لا تحتمل التأويل..
وطلبت بسجنه خمس سنوات كما ينص القانون..
وبعد انتهاء المداولات نطق القاضي بحكمه المتمثل في سجن بيرام 6 أشهر اثنان منهم مع وقف التنفيذ، وهو ما يعني إطلاق سراح بيرام لأنه سبق وأن قضى 4 في السجن.
..............
ملاحظات سريعة:
- الصحافة ضعيفة ومشتتة ومتناحرة،  وهذا ما أدى إلى موت التضامن الصحفي،  وجعل كل من هب ودب من السياسين والحقوقيين والدهماء يحتقر الصحافة.
- المحامون بعضهم يفضل الوقوف مع الجلاد على حساب الضحية حبا في المال، وهرولة خلف انتمائه السياسي. 
- القضاء ضعيف، وبعض القصاة يتحملون الكثير من الإهانة والشتم ولا أحد يحميهم من تغول بعض السياسيين المنحرفين، أو من ظلم الأنظمة الظالمة.
- بيرام شخص يفتقر إلى حسن الأخلاق ولا يثق إلا في نفسه، ويبدو أنه يحتقر الجميع.