انقلابي الغابون….رسالة ثائرعصفت بالقصر الرئاسي

استيقظت العاصمة الغابونية « ليبريفيل »، فجر اليوم الاثنين، على محاولة انقلاب عسكري قام بها خمسة ضباط شباب يتقدمهم عسكري شاب يدعى « كلي أوندو أوبيانج » ثارت الكثير من الأسئلة حول هويته، نتصدرت صوره مواقع التواصل الاجتماعي.

« صحراء ميديا » أجرت بحثاً حول هوية قائد المحاولة الانقلابية في الغابون، وهو خريج مدرسة القوات المسلحة بكوت ديفوار، وتحديداً في مدينة « يامسكرو » العاصمة الإيفوارية، وثاني أكبر مدينة في البلاد.

كان قائد المحاولة الانقلابية « غير معروف » في المؤسسة العسكرية، وهو جندي في الحرس الجمهوري، ينضوي تحت راية كتيبة غير مقاتلة، وما تزال السلطات تعمل على وضع « ملف شخصي » له.

إلا أن « أوبيانج » كان خلال السنوات الماضية ناشطاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر صفحته على « الفيس بوك » أنه كان « ثائراً » ولا يخفي ميوله « السياسية »، ففي عام 2015 نشر صورة رجل فلسطيني يضع « الكوفية » في عنقه ويحمل سلاحه ويداعب طفلاً، لقد أراد « الثائر الشاب » أن تكون هذه هي صورته الشخصية لعدة أشهر.

ويظهر من خلال صفحة « أوبيانج » اهتمامه برجال الجيش القدماء ما قبل الاستقلال عن فرنسا، إذ سبق أن نشر صورة للاحتفاء بالقائد العسكري في الجيش الفرنسي « تشارلز نتوريري » المولود في ليبرفيل، وهو الذي قتل في الحرب العالمية الثانية، وينحدر من عائلة مبونغوي البارزة في الغابون.

عند نشره للصورة تساءل: « لقد كان لدينا رجالنا النزهاء، فهل ذهبوا بقيمهم معهم ».

يتعاطف العسكري الشاب مع مؤسسي جيش الغابون، ينشر صورهم ويسأل هل هم معروفون للعامة الآن، ويسعى من خلال صفحته للتعريف بدروهم في « نهضة » الجيش الغابوني، ومن أبرز القادة العقيد جان – ماري ديجو، أول مظلي في الغابون.

أوبيانج يحرص في صوره على الظهور بمظهر فناني « الراب »، طريقته في الصور ووضع السماعات الكبيرة والإكسسوارات، كل ذلك يتنافى مع تكوينه وعمله العسكري الذي يفرض نوعاً من الصرامة والتحفظ، حتى أن العسكري الشاب لم يكن متحفظاً في نشر تفاصيل حياته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديد المدن التي زارها خلال السنوات الماضية.

توقف « أوبيانج » عن النشر على الفيس بوك منذ قرابة عامين، ولكنه خلف وراءه صورة « العسكري المشاكس »، مع نفس ثوري واضح، ومناشير كثيرة أكد فيها أنه « يكره الخرافة »، وهو المولود والمتربي في أدغال أفريقيا.

صفحة” أوبيانج تظهر اهتمامه بالرياضة، وتشجيعه لمنتخب كوت ديفوار، حيث تربى وتلقى تكوينه العسكري، كما أنه من هواة « التزحلق على الجليد »، حسب آخر صورة نشرها على حسابه.

اليوم صنع « أوبيانج » الحدث في الغابون، ولعب دور « الثائر » لعدة دقائق عبر أثير الإذاعة، متجاهلاً صفحته على الفيس بوك، ولكنه نجح في الفرار من قبضة الأمن الغابوني الذي حاصر مبنى الإذاعة، حين كشف عن موهبة أخرى وهي « التخفي »، فقد مر من بين أيديهم وهو يرتدي ملابس أحد فنيي الإذاعة.