مقرب من الرئيس يغازل المعارضة وينتقد ويسجل نقاط ضعف غزواني

أثارت مقابلة سابقة للإطار البارز لمام ولد الشيخ المقرب اجتماعيا من الرئيس محمد ولد عبد العزيز أسئلة كثيرة حول دلالة توقيتها والمواقف المسجلة فيها من مختلف المرشحين.
وقد كشفت المقابلة عن مستوى عميق من التحليل الذي يكشف عن ان المقابلة تم التحضير لها جيدا، ان لم تكن مكتوبة بالكامل من قبل صاحب المقابلة نفسه قبل ان يدفعها الى الجهة التي تولت نشرها.
ويظهر ولد الشيخ من خلال المقابلة كمغازل قوي لكل من الاغلبية والمعارضة اللتين حاول بجهد بالغ ان ياخذ مسافة متساوية منهما عبر الاشادة مرة والنقد المركز مرة اخرى، وهو الأمر الذي بدا معه كما  لو كان يحاول لفت الانتباه اليه للتفاوض معه من قبل قطبي الصراع السياسي في البلد على ترشيحه كمرشح رئيسي او ثنائي، أو حجز مقعد له كمستشار رئيسي او مدير حملة.
وقد كان من اللافت في المقابلة مغازلة ولد لمام للتكتل من خلال القول بان احمد ولد داداه هو المدني الوحيد الذي نافس بقوة العسكريين في لحظتين بارزتين في كل من 1992 و2007 قبل ان يقرر بانه انتصر عمليا فيهما، شارحا أن ولد الطائع لجا للتغلب على هزيمة ولد داداه الى التزوير في كوبني، فيما اختار ولد الشيخ عبد الله المدعوم من الجيش شراء دعم مسعود ولد بلخير الحليف والمرؤوس في اتحاد القوى الديمقراطية من قبل ولد داداه، وذلك قبل ان يطالب ولد الشيخ المعارضة بتغيير قياداتها بقيادات جديدة لكسب الرهان، في تلميح كانت له دلالاته الخاصة.
ولم ينس ولد الشيخ ان يدعو المعارضة الى رص الصفوف وتجاوز الخلافات سبيلا للفوز في الاستحقاق الرئاسي المرتقب، وان يباشر تحليل  العوائق التي تحول دون وصول المعارضة الى السلطة والاسباب التي تجعل الاغلبية متقدمة عليها، الامر الذي ذهب معه بعيدا في التنظير لذلك للاستشهاد بمقولات لعالم الاجتماع دوركايم .
وبالنسبة للاغلبية سجل ولد الشيخ نقاط ضعف ترشيح كل من محمد ولد الغزواني ومولاي ولد محمد لغظف بعد اشادة مبدئية بكل منهما حيث راى ان الاول يثيربصمته عن الحديث عن ترشحه نقاط استفهام كبيرة عند الراي العام، فيما وصم ولد محمد الاغظف بانه متردد و مطيع للرئيس عزيز (أكثر من اللازم).
ولم يتجاهل ولد الشيخ سيدي محمد ولد بوبكر في مغازلاته حيث اعتبر انه يمتلك مقدرات للمنافسة بقوة لكونه قادرا على بناء توافق وطني على الرهانات الكبرى التي تشغل المواطن، فيما يفهم منه ايداع رسالة خاصة لديه باستعداده للتنسيق معه.