التعليم الأساسي والأمل المفقود في الإصلاح

عشر سنوات عجاف مضت على التعليم الأساسي فاقدا فيها هويته ومناهجه وهيكلته و مصداقيته.

قسم فارغ من التعليم وتلميذ متشرد بين زهد المعلم وسكوت وكيله وغياب الإدارة المعنية ووزارة غائبة منذ زمن طويل.

تعليم لا وجود له في اهتمامات الحكومة الموريتانية. و وزارة للتعليم الأساسي خاوية من أطر التعليم الأساسي حيث كتب عليها أن تكون (عرش لعلنده) الذي لا يقف إلا إذا وجد ما يتكئ عليه و إذا وجده ينتشر عليه فلا يبقى له وجود.

ترى من سيصلح من؟ هل التعليم الأساسي سيصلحه الثانوي أو العكس؟

هل يمكن أن تكون هناك وزارة بلا أطر؟ هل الصياد يمكن أن يكون نجارا؟ وهل النجار يحسن السباحة؟.

إنما شاهدناه طيلة هذه السنوات من فساد سياسي للتعليم لن يكون سهلا تغييره لأنه شب وترعرع داخل حكومة تعتمد على من هم داخلها ممن لا يعرفون التعليم الأساسي فلا وجود له داخل الرئاسة ولا داخل الوزارة الأولى ولا داخل الوزارة نفسها، فمن أين ستأتي الاستشارة لإصلاح التعليم الأساسي؟

كيف يعقل أن تكون هناك وزارتان معا والأساسي منها لا يمثل إلا بإدارة واحدة (التعليم الأساسي) من أصل عشر إدارات أما المستشارون فأمر و أدهى،  مستشار واحد عن النقابة ووراءه ما وراءه ؟!.

هذه مسائل تجعل الإصلاح مفقودا إلى الأبد ولا طمع فيه، فالإصلاح جملة من التدابير تبدأ من إدارة متخصصة ذات نفع وأهداف في أعلى الهرم وتنتهي داخل قسم مميز قد طبق صاحبه ما يفهمه من أصحابه المتخصصين الذين يفهمونه ويفهمهم.

إننا في عصر شهد فيه المعلم والمفتش والمكون أمورا متقدمة من العلم والبحث العلمي،  60% حاصلين على شهادة المتريز و 20% من المفتشين حاملو شهادات عليا من الجامعات الموريتانية و الخارجية.

آن الأوان أن تعطى لهم الثقة ليقوموا بإصلاح مؤسساتهم وتعليمهم الذي يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، حان الوقت أن ترد لهم كرامتهم بعيدا عن التعيينات السياسية الفارغة والجوفاء التي لا تقدم ولا تؤخر (إن بيع الكرام بالشسع غالي).

ولا إصلاح ولن يكون هناك إصلاح ما لم يتحقق ذلك، ولتكن هناك وزارة للتعليم العالي والثانوي فذلك أقرب إلى الإصلاح، أما الأساسي فيجب أن يكون أساسيا للدولة والحكومة والمجتمع.

و الله ولي التوفيق

محمد الحافظ ولد مولاي ابراهيم