رسائل بلغة السياسة وأخرى بلغة الثأر…على خط المواجهة بين عزيز وولد الغزواني

تساوى الجميع في معرفة ما أفرزت عنه لجنة التحقيق البرلمانية وتلاقف الرأي العام والخاص أوراق تقريرها النهائي بنقاطه وحروفه ومضمونه وتابعته عيون السلطة العليا للبلد بكل صمت وحماية لمساره حتى أوصلته إلى بوابات العدالة لتبدأ بعدها رحلة جديدة في طريق اتضح أنه محفوف بقنابل السياسة وملطخ بألغام الثأر في حرب بين صديقين وتنافر بين نظامين
في البداية كانت ولد عبد العزيز يحاول ركوب أمواج السياسة لدفن الماضي عن طريق الدخول عبر بوابات مرجعية الحزب الحاكم إلا أنه وجد الأقفال أبدلت بغيرها وكلمة السر تغيرت فحارب وكاتف من أجلها لكنه ربح عداوة صديق الأمس كما يتضح للجميع على الأقل أمام المرآة
ولم تتوقف العواصف في وجه ولد عبد العزيز عند هذا الحد بل كان الربح مضاعفا عليه بلغة الخسارة حيث أعلن بعد ذلك مباشرة عن إنشاء لجنة التحقيق البرلمانية التي أزاحت الستار عن براكين من الصفقات المشبوهة والفساد المخيف واضعة نقاط حروفه على رؤوس العشرية الماضية وعلى رأسهم الرئيس السابق ولد عبد العزيز لتفتح بذلك صفحة جديدة من الاستدعاءات على طاولة الشرطة وسحب جوازات السفر والبحث عن الحسابات البنكية
وفي خضم هذه الأجواء كان ولد الغزواني يتدرب داخل القصر على الإحماء تحسبا لفتح باب السياسة من جديد من طرف ولد عبد العزيز
فكان حدس الأول في محله حين قال الأمين الرئاسة أن رئيس الجمهورية لن يتردد ولو لحظة في الاستعانة من جديد بالوزراء الذين شملهم ملف التحقيق في إشارة لما سيقوم به ولد عبد العزيز
الرجل الذي أعلن بالأمس عن شراء حزب جديد أتى به من مقابر الأحزاب من أجل إحيائه داخل مقر عملاق يبعث برسالة تحمل نوعا من التحدي الواضح للساحة السياسية والتحقيقية
فهل سيسقط الرجل أخيرا وسط الطريق بين حزبه وشرطة التحقيق ؟ أم أنه سيخوض آخر معاركه من أجل النجاح فقط؟؟