حقائق ووقائع لمن يهمه الأمر

اليوم وتحت إشراف السلطات المعنية قام الرئيس السابق للاتحاد الوزير السابق والشاعر الكبير عبد الله السالم ولد المعلى بتسليم جميع شؤون الاتحاد للرئيس الجديد للاتحاد الدكتور محمدو ولد احظانا الذي كنت أدعمه بقوة لا لشيئ سوى أنه كان أفضل مرشح في الساحة الثقافية بالنسبة لنا حظي بإجماع أغلب الكتل الفاعلة في الاتحاد.

 

 

ورغم أن البعض سامحه الله حاول أن يضع موقفي من الدكتور احظانا في إطار اجتماعي ضيق هو إطار العائلة والقبيلة فقط ، أذكرهم في هذا السياق أن الشاعر الكبير ولد المعلى الذي أحترمه كثيرا ينتمي أيضاً لنفس الإطار الاجتماعي وقد كان في الطرف المنافس لنا بحدة ولم نكن وإياه أبدا في نفس الخندق.

 

 

والمواقف الحقيقية ليست وراءها مطامع شخصية ولا أهداف مادية أو دونية أيضاً ، وبالنسبة لي وزيادة في التوضيح لمن يهمه الأمر كنت من بين الداعمين سابقا لترشح الشاعر الكبير ولد المعلى لرئاسة الاتحاد وبذلت في ذلك جهودا مضنية الى جانب الكثيرين ، وفي حفل إعلان الترشح الشهير في فندق وصال 2012 وحفل العشاء الخاص الذي أقيم على شرف العديد من الوجوه الأدبية والثقافية والإعلامية في موريتانيا ، كنت المنسق الإعلامي والمشرف على دعوات الجمهور من النخبة الموريتانية آنذاك دعما لهذا المرشح ، وأذكر في هذا السياق أن القامة الثقافية الكبيرة الدكتور محمد المحجوب ولد بية الأستاذ الجامعي والسفير والوزير السابق وضعني في موقف محرج عندما ألقى كلمة الضيوف المدعوين في سهرة الترشح دعما لولد المعلى قائلا بالحرف الواحد ( إن الأديب عبد الله السالم ولد المعلى لابد أن يظفر بالنجاح لأن هذا الفتى الذي أعرفه جيدا ( فلان) - يقصد شخصي المتواضع- لا يكون في جهة الا كانت هي الأوفر حظا ونجاحا.
وهو كلام محرج بطبيعة الحال خاصة إذا كان صادرا من شخصية متميزة كالدكتور محجوب ولد بية لا يريد به مجاملة ولا جزاء ولا شكورا.

 

 

أقول هذا لأفسر مايلي :

 

 

١- بعد نجاح ولد المعلى لم أزد على تهنئته وتمنياتي له بالتوفيق فقد كانت علاقتي به مجرد علاقة مترشح معين لانتخابات اتحاد الأدباء كنا نسعى في إطار حلف مع الآخرين الى نجاحه في هذه المنافسة

 

 

٢- لم تكن تربطني أية علاقة خاصة أبدا بولد المعلى ولا أعرف حتى بيته الذي يسكن فيه ولم أزره إطلاقا فيه حتى الآن

 

 

٣- لم أطلب من الرئيس ولد المعلى ولا من غيره أية وظيفة في الاتحاد ولم أسع في ذلك إطلاقا مقابل ذلك الدعم ولا أحد في قيادة الاتحاد ولا في الحملة آنذاك يمكنه أن يأتي بنقيض ما قلته بشكل صريح

 

 

٣- خلال مأمورية الرئيس والمكتب السابق لا يمكن أن يوجد إسمي أبدا في قائمة المستفيدين ماديا من الاتحاد بأوقية واحدة لا في بند الدعم المادي لأي شيئ ولا في قائمة الإعانات والمساعدات للأدباء التي صرفت فيها مبالغ معينة ، ولا دعم لأي نشاط كان قمت به أو اقترحته على الاتحاد

 

 

٤- لم أنشر أي ديوان ولا كتاب على حساب ميزانية الاتحاد

 

 

٥- لم أشترك في أية أمسية شعرية أو نشاط ثقافي للاتحاد ولم أنافس أي عضو أو مسؤول فيه على الإطلاق ، وحتى الاتصالات الهاتفية العادية تكاد لا تكون موجودة بيني وبينهم في أمور الاتحاد فأنا مشغول بأموري الخاصة ولم أكن معنيا بتحمل مسؤوليات معينة في اتحاد الأدباء تفرض علي القيام بتبعات لذلك رغم أني عضو في المجلس الأعلى للاتحاد ، وهو موقع وضعوني فيه تقديرا جزاهم الله خيرا لا تشاورا مسبقا وهوأمر لم أسع إليه أصلا 

 

 

٦- لم أسافر أبدا على الإطلاق في مهام خارجية أو داخلية على حساب الاتحاد ، ولم أشترك في أي وفد باسمه في الداخل أو الخارج

 

 

٦- لم أزر مقر اتحاد الأدباء في مأموريته السابقة طوال أربع سنوات إلا مرة واحدة في مهمة إعلامية ولم أطلب أو أتلق أية تعويضات من مالية الاتحاد عن كل التغطيات الإعلامية التي أقوم بها باستمرار لفعاليات الاتحاد خلال السنوات الماضية لصالح قناة الثقافية السعودية فأنا لست من تلك الفئة من الإعلاميين التي تأخذ الأجر من غير صاحبه في أداء واجبها المهني والأخلاقي والثقافي.

 

 

أسرد هذه الأمور لتنبيه من يفهمون مواقف الرجال على أنها مجرد بحث عن مصالح معينة أو تمسك بروابط اجتماعية معينة ، في إطار تهم جاهزة باسم القرابة والقبيلة والجهة دائماً ، وكأن هذه التابوهات الاجتماعية التقليدية وليدة اليوم فقط عند الانتخابات ، تشهر في وجه أصحابها وليست شعوبا وقبائل لتعارفوا قبل الأمس القريب.

 

 

إذا كانت هذه الحقائق والوقائع التي سقتها الأن لكم بوضوح عن دوري وموقفي المركزي في حملة ولد المعلى ؟ فما الذي سيتغير يا ترى في دعمي ودوري بالنسبة للدكتور احظانا والذي حقق النجاح ولله الحمد ليس بفضل مساندتي شخصيا وإنما بسبب الحملة القوية ميدانيا وإعلاميا لتيار الوفاق الأدبي العريض الذي لم أكن سوى مجرد جندي مجهول في مسيرته المظفرة نحو الفوز برئاسة اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين في مؤتمر رمضان العظيم.

 

 

ورغم أني هذه المرة تقلدت مسؤولية تنفيذية في قيادة الاتحاد هي أمانة العلاقات الخارجية ، فهي بالنسبة لي مسؤولية تكليف لا تشريف فأنا لا أومن بالمسؤوليات الوهمية والمناصب الشكلية ، خاصة وأن الإخوة في التيار هم من وضعوني في هذه المسؤولية في اجتماع لم أحضر إليه لتوزيع المسؤوليات ووضع من يرونه مناسبا في المكان المناسب.

 

 

فهل عرفتم أن المواقف والأهداف والغايات أبعد كثيرا من رؤية البعض لها في إطار منفعي خاص ، لا مبرر له في نظرهم سوى أن المرشح الذي وقفت إلي جانبه ذات يوم قد يشترك معك في فصيلة الدم أو القبيلة أو التوزيع الجغرافي لولايات الوطن الكبير؟

 

 

والله ولي التوفيق