قراءة تحليلية في مسيرة الميثاق في نسخته الرابعة

حملت النسخة الرابعة من مسيرة الميثاق عديد الرسائل المشفرة التى بعث بها الميثاقيون وهذه المرة في أول مرة يتواجد بها الرئيس قي المدينة بالتزامن مع مسيرتهم التى هزت المدينة.

أولى الرسائل التى بعث بها المتظاهرون هي التحلل من ربقة القبيلة على اعتبار أنها الإطار التقليدي الذي ظل يوجه الأنظمة ويحكم قبضته عليها من خلال تكرار شعار "لحراطين بلا قبيلة...لحراطين شريحة نبيلة"

 

الشعار الذي يخمل من خلال واضعيه فلسفة التحرر من تبعية القبيلة ورسم معالم الشريحة كإطار حاضن في مسعى ربما لكسر القواعد المتعارف عليها في موريتانيا.

 

الرسالة الثانية هي كشف المستور في الواقع المحلي وتقديم احصائيات تبرز ابعاد الشريحة عن دوائر السلطة وشبه تقزيم مما جعل ولد أوبك يطلق نداء استغاثة بأن الوقت حان من أجل خلق طبقة جديدة من رجال الأعمال كنوع من التكفير عن عقود الظلم والحرمان والتهميش والاقصاء حسب قوله.

 

الرسالة الثالثة هي التحرر من عقدة الخوف لبعض رموز الميثاق والخروج إلى العلن كماهي وضعية مديرين بارزين وأحد المعينين في المؤسسات العمومية في رسالة بالغة التأثير.

 

رسالة واضحة بأن القضية لم تعد تحتمل المجاملة وأنهم مستعدون للتخلص من الوظيفة إن اقتضى الأمر ذالك في مقابل انصاف الشريحة وهي معادلة ظلت غير حاضرة في النسخ الماضية.

 

ظهور مدراء إلى العلن في المسيرة بشكل واضح تقليد جديد فقد دأب الكثير منهم على البقاء في الاجتماعات المغلقة غير أن النسخة الرابعة كسرت القاعدة وبددت الشكوك بأنه لامساومة في القضية أو هكذا تبدو رسالة المدراء الحاضرين.

 

الرسالة الرابعة هي أن الوعي قد ازداد وأن صراع الأجنحة لم يؤثر على الاقل على مسيرة نواذيبو ربما بفعل القيادة الشبابية التى قادت قاطرتها بعد أن رتب الجيل المؤسس خلف الكواليس.

 

بدأ الإنتشاء والفرح في المتظاهرين حتى أولئك المحسوبين على السلطة وبرر بعضهم بأن القضية لاحياد فيها وإن دعم الرئيس لانقاش فيه غير أن المشاركة في المسيرة لايفسد للود قضية أو كماعبر بعضهم.

 

الرسالة الخامسة بدت واضحة من خلال الحشد الكبير في المنصة التى جلس فيها الرئيس محمد ولد عبد العزيز صبيحة 28 نوفمبر 2015 والتدفق إليها في مسائية لن تنمحي من ذاكرة الميثاقيين وخصوصا الشباب.

 

 

الرسالة السادسة تمثلت في انزياح الشيوخ عن الواجهة وتسليم المشعل لوجوه شبابية مفعمة بالحيوية وتواقة إلى اشراقة فجر الانصاف وبزوغ يوم العدالة الموعود.

 

الرسالة السابعة هي المحافظة على لغة مقبولة في التعاطي ، ومحاولة ابعاد الخطاب المتشنج وإن كان بعض الحاضرين أراد أن يسوقه على طريقته الخاصة وسط عزلة وحصار كامل من قبل المنظمين.

 

 

ربما بفعل هيمنة الشباب الصاعد  من الشريخة تمكن من تجاوز صراع الأجنحة القوي الذي يعصف بالميثاق في نواكشوط غير أن سلسلة اجتماعات في نواذيبو نجحت على الأقل في التخيف من حدة الاستقطاب محليا.

 

وتبقي الأنظار مشدودة إلى القرار الذي من المتوقع أن يسند ، وماإذا كانت القيادة الشبابية ستسلم لها كنوع من المكافأة في حمل الهم وبعث القضية من جديد في صفوف الناشئين بعد أن لجأ المتقاعدون إلى الراحة بعد أن تكفلوا بها في العقود الماضية.